أبراهيم زايد (أبوالأمير) يكتب عـن 45 عاماً على الثوره الايرانية
في الشهر القادم يصبح عمر الثورة الإسلامية في ايران 45 عاماً والتي حولتها من مملكة علمانية فارسية متعجرفة وقاعدة للمخابرات الامريكية وتابعة لها وبالتالي موالية ومساندة لإسرائيل إلى دولة مسلمة على الطراز الشيعي فخورة ومتمسكة بصبغتها وتاريخها الاسلامي وقريبة من الثقافة العربية بسبب الشراكة بالدين والحضارة.
المهم هنا أنها أعلنت عدائها لإسرائيل من اليوم الأول. فبدل أن تكون الحليف والسند القوي لإسرائيل أصبحت العدو اللدود. لم تكتفي بالحياد بل اتخذت الخط الحليف والمساعد المعتمد عليه بما يخص فلسطين وبقيت على هذا الحال كل هذه السنين رافضة مغازلة الغرب لتطبيع العلاقات وظلت رافضة حتى مجرد الاجتماع الرسمي بالولايات المتحدة على وجه الخصوص.
لقد عانت من الحصار تلو الحصار الخانق وعانى شعبها الويلات بسبب تمسكها المبدئي بمعاداة وعدم قبول إسرائيل. شعبها الذي ايد هذه السياسة لسنين طويلة بدأ يتذمر لدفع هذا الثمن من اجل قضية حتى الكثير من اصحابها لا يعيروها كل هذا الاهتمام والتضحيات. وأنا شخصياً لا الوم الشعب الايراني اذا تململ ضد حكومته لمساندتها القضية الفلسطينية هذا مع انه يخدم قضيتي الاساسية.
كل هذا التأييد لا يعني بأن ايران ستدخل حرباً طاحنة تجلب الدمار لهذه الدولة العملاقة تاريخياً وحضارياً من أجل أحد. هي تدخل الحرب فقط من اجل الدفاع عن بلدها وحمايته.
ايران ستظهر على الساحة العالمية بثقة وتحدٍ أكبر حين تصبح قوة نووية ولهذا هي تؤجل ردود الفعل ان ارادت بعد تلك المرحلة.
لا أعتقد أن إيران لها اطماع في السيطرة على بعض بلدان المنطقة (ربما يعتقد البعض بأن هذا التعبير ساذج) خصوصاً لما نرى الوضع في بعض الدول المجاورة أو تشييع غيرها ذلك يتطلب شرحاً قد يطول كثيراً فلا داعي للدخول به الآن.
أما بالنسبة للبنان فهذا موضوع طويل سنتركه لمرة أخرى.